ظاهرة سرقة الأعضاء !!
بقلم: حمزة البلوشي
كانت المراجعة النهائية للمقال بعد سنة من كتابته، في:
17/ربيع الأول/1432هـ - 20/2/2011م
========================================
إن من الأمور المؤكَّدة أن كُلَّ شيء في الدنيا يحتاج إلى تنظيم وترتيب ووضع استراتيجيات؛ وبالخصوص عند زيادة المتعاملين به؛ وذلك ليتحاشى المتعاملون به ما يُفضي بهم إلى الفوضوية؛ والفوضوية - ولا شك - مآلها إلى الانحطاط والتدهور في ذاك العمل، وستكون النتائج المترتبة سلبية وغير مُجدية!
ولنا أن نتفكر في هذا الكون الفسيح، وفي هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها؛ فلننظر إلى هذا النظام البديع من الخالق – جل في علاه -، وقد قال - عزَّ مِن قائل - في كتابه الكريم: [لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون] (يس: 40)، والعجيب في هذا النظام الكوني هو عدم وجود أي خلل أو نقص فيه، وعلى الرغم من وجود ملايين البلايين من المجرات، وكل مجرة منها تحتوي على مئات البلايين من النجوم، ومع ذلك لا يصطدم بعضها ببعض أبداً !!
إن في ذلك لنا لعبرة، وما خَلَقَ اللهُ - سبحانه - ذلك عبثاً؛ إن الذي يجب أن نتعلمه من ذلكم النظام البديع هو (الانتظام) في حياتنا، وعدم الاصطدام مع غيرنا، حيث إن لكل منا مساره الذي لا ينبغي له أن يتعداه إلى مسار غيره؛ لأن في ذلك تعدياً على حقوقه التي منحها الله تعالى إياه، وأكلاً لحقه بالظلم الذي لا يرتضيه الله تعالى؛ [يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم]!!
ونحن كبائعين مباشرين في شركتنا المتميزة (dxn) يجب أن نتحلى بالنظام الذي يحقق لنا النتائج الإيجابية التي ننشدها من خلال عملنا في التسويق المتعدد المستويات، ولنا أن نتصور أنفسنا كهذه النجوم والأفلاك، لنكون مثلها سائرين على المسارات المحددة لنا، دون أن يأخذ أحد منا ما للآخر من حقوق رزقها الله إياه!!
ولو سألنا أي عضو في الشركة عن بدايته في العمل مع الشركة؛ فهي بالتأكيد ستكون بالاشتراك في النظام ودفع سعر المنتجات التي يُعطاها مع العضوية؛ وبالتأكيد أن كل عضو أُعطِيَ مع العضوية دفتراً (كتلوجاً)، وفي هذا الدفتر قامت الشركة – مشكورة – بالتعريف المختصر المفيد عن المنتجات وعن نظامها التسويقي، وفي آخر هذا (الكتلوج) وَضَعَتِ الشركةُ قوانينها التي هي لتنظيم عمل الموزعين والبائعين المباشِرين!
ولكنْ !! تعالَ بنا أخي القارئ الكريم نَقُمْ بكتابة استبيان نوزِّعه على أعضاء الشركة؛ وذلك من جانب الاستفادة من هذا الكتلوج وقراءته؛ وإني لا أظنني مبالغاً إن قلت أني متيَقِّن أن النتيجة ستكون (90%) من الأعضاء لم يقرؤوا هذه القوانين، و(50%) لم يروا شكل الكتلوج منذ أن اشتركوا إلا مع أعضائِهم الجدد !!
وإن أنبأك هذا الأمر بشيءٍ؛ فإنه إنما يُنْبِيكَ عن عدم السير الصحيحِ في العمل، وعن الضعف الذي سيكون في الناحية القانونية، وعن الآثار المترتبة على ذلك في السنوات المقبلة، وذلك لأنه عكس الطريقة الصحيحة؛ ولذلك فإنَّنا نرى مخالفاتٍ شَتَّى، وتناقُضات تَفُتُّ أفئِدَتنا فَـتّاً !!
في الحقيقة أنا لا أَلُوم العضوَ الجديد إن وقع في مخالفات من ناحية أخلاقيات العمل، ولكني أُلقِي باللَّوم والنكيرِ على ذلك (القائد) صاحب (النجوم التكريمية والقلائد)!! والذي بدوره لم يقرأ القوانين – إلاَّ مَن رَحِم الله منهم -، ثم يأتي هؤلاء ممن يقودهم في عَملِهم التسويقي؛ فينطَبِقُ على كثير منهم قول القائل: (مَعَ الخِيلْ يَا شَقْراءْ)؛ فلا هو ولا هم تقيدوا بأخلاقيات العمل – إلا من رحم الله منهم - !!
أليس من المفروض، والواجب المحتَّم أن يكون (القائد) اسماً على مسمى؟! أَمْ أن لقب (القائد) صَارَ يرتجيه كل عضوٍ دون معرفة معاني القيادة الحقيقية؟!!
إن تلك الكلماتِ السابقات؛ إنما هي استفتاح لما أريد أن أوضحه مما رأيته قد فشا عند كثيرين ممن لم يتحلوا بأخلاقيات مهنة التسويق المتعدد المستويات، فأصبح كثير منهم وأمسوا وشغلهم الشاغل هو: كيف يستطيعون سرقة أعضاءِ غيرهم! أو كيف يستطيعون إقناع أعضاء غيرهم بأن ينخرطوا في شبكاتهم بترك الشبكات التي هم فيها، وذلك بوعدهم بأنهم سيقومون بعونهم أكثر من الذين أتوا بهم!!
فأصبحوا بدلاً من التخطيط لاستقطاب الجدد من الشركاء؛ يخططون حول أمثل الطرق وأسهلها لإقناع الأعضاء المشتركين السابقين! فيا لله العجب؛ كيف يرتضي أهل الكرامة أن يسرقوا حقوق غيرهم! أرأيتَ لو قام أحد هؤلاء السُرَّاق الذين يسرقون الأعضاء بسرقة مبلغ من جيوب أولئك الذين يسرقون أعضاءَهم! فهل هنالك فَرْقٌ بين السَّرِقَتينِ؛ حقيقة إنهما وجهان لعملة واحدة!!
ولما رأيت أن ظاهرة السرقة قد فشت؛ وبمرأى من بعض القادة، بل ولا أخفي أني أعرف أشخاصاً من الجُدُد والقُدَماء ابتلوا بهذه الفعلة الشنيعة وهم لها لا ينكرون، رأيت أنه من الواجب عدم السكوت عن بيان تلكم الظاهرة القبيحة، حيث إنني آليت على نفسي الدعوة إلى الأخلاقيات الراقية، ليكون لي نصيب من أجر الدعوة إلى تطبيق الأخلاق.
يــــتـــــبـــــع
بقلم: حمزة البلوشي
كانت المراجعة النهائية للمقال بعد سنة من كتابته، في:
17/ربيع الأول/1432هـ - 20/2/2011م
========================================
إن من الأمور المؤكَّدة أن كُلَّ شيء في الدنيا يحتاج إلى تنظيم وترتيب ووضع استراتيجيات؛ وبالخصوص عند زيادة المتعاملين به؛ وذلك ليتحاشى المتعاملون به ما يُفضي بهم إلى الفوضوية؛ والفوضوية - ولا شك - مآلها إلى الانحطاط والتدهور في ذاك العمل، وستكون النتائج المترتبة سلبية وغير مُجدية!
ولنا أن نتفكر في هذا الكون الفسيح، وفي هذه الكرة الأرضية التي نعيش عليها؛ فلننظر إلى هذا النظام البديع من الخالق – جل في علاه -، وقد قال - عزَّ مِن قائل - في كتابه الكريم: [لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون] (يس: 40)، والعجيب في هذا النظام الكوني هو عدم وجود أي خلل أو نقص فيه، وعلى الرغم من وجود ملايين البلايين من المجرات، وكل مجرة منها تحتوي على مئات البلايين من النجوم، ومع ذلك لا يصطدم بعضها ببعض أبداً !!
إن في ذلك لنا لعبرة، وما خَلَقَ اللهُ - سبحانه - ذلك عبثاً؛ إن الذي يجب أن نتعلمه من ذلكم النظام البديع هو (الانتظام) في حياتنا، وعدم الاصطدام مع غيرنا، حيث إن لكل منا مساره الذي لا ينبغي له أن يتعداه إلى مسار غيره؛ لأن في ذلك تعدياً على حقوقه التي منحها الله تعالى إياه، وأكلاً لحقه بالظلم الذي لا يرتضيه الله تعالى؛ [يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم]!!
ونحن كبائعين مباشرين في شركتنا المتميزة (dxn) يجب أن نتحلى بالنظام الذي يحقق لنا النتائج الإيجابية التي ننشدها من خلال عملنا في التسويق المتعدد المستويات، ولنا أن نتصور أنفسنا كهذه النجوم والأفلاك، لنكون مثلها سائرين على المسارات المحددة لنا، دون أن يأخذ أحد منا ما للآخر من حقوق رزقها الله إياه!!
ولو سألنا أي عضو في الشركة عن بدايته في العمل مع الشركة؛ فهي بالتأكيد ستكون بالاشتراك في النظام ودفع سعر المنتجات التي يُعطاها مع العضوية؛ وبالتأكيد أن كل عضو أُعطِيَ مع العضوية دفتراً (كتلوجاً)، وفي هذا الدفتر قامت الشركة – مشكورة – بالتعريف المختصر المفيد عن المنتجات وعن نظامها التسويقي، وفي آخر هذا (الكتلوج) وَضَعَتِ الشركةُ قوانينها التي هي لتنظيم عمل الموزعين والبائعين المباشِرين!
ولكنْ !! تعالَ بنا أخي القارئ الكريم نَقُمْ بكتابة استبيان نوزِّعه على أعضاء الشركة؛ وذلك من جانب الاستفادة من هذا الكتلوج وقراءته؛ وإني لا أظنني مبالغاً إن قلت أني متيَقِّن أن النتيجة ستكون (90%) من الأعضاء لم يقرؤوا هذه القوانين، و(50%) لم يروا شكل الكتلوج منذ أن اشتركوا إلا مع أعضائِهم الجدد !!
وإن أنبأك هذا الأمر بشيءٍ؛ فإنه إنما يُنْبِيكَ عن عدم السير الصحيحِ في العمل، وعن الضعف الذي سيكون في الناحية القانونية، وعن الآثار المترتبة على ذلك في السنوات المقبلة، وذلك لأنه عكس الطريقة الصحيحة؛ ولذلك فإنَّنا نرى مخالفاتٍ شَتَّى، وتناقُضات تَفُتُّ أفئِدَتنا فَـتّاً !!
في الحقيقة أنا لا أَلُوم العضوَ الجديد إن وقع في مخالفات من ناحية أخلاقيات العمل، ولكني أُلقِي باللَّوم والنكيرِ على ذلك (القائد) صاحب (النجوم التكريمية والقلائد)!! والذي بدوره لم يقرأ القوانين – إلاَّ مَن رَحِم الله منهم -، ثم يأتي هؤلاء ممن يقودهم في عَملِهم التسويقي؛ فينطَبِقُ على كثير منهم قول القائل: (مَعَ الخِيلْ يَا شَقْراءْ)؛ فلا هو ولا هم تقيدوا بأخلاقيات العمل – إلا من رحم الله منهم - !!
أليس من المفروض، والواجب المحتَّم أن يكون (القائد) اسماً على مسمى؟! أَمْ أن لقب (القائد) صَارَ يرتجيه كل عضوٍ دون معرفة معاني القيادة الحقيقية؟!!
إن تلك الكلماتِ السابقات؛ إنما هي استفتاح لما أريد أن أوضحه مما رأيته قد فشا عند كثيرين ممن لم يتحلوا بأخلاقيات مهنة التسويق المتعدد المستويات، فأصبح كثير منهم وأمسوا وشغلهم الشاغل هو: كيف يستطيعون سرقة أعضاءِ غيرهم! أو كيف يستطيعون إقناع أعضاء غيرهم بأن ينخرطوا في شبكاتهم بترك الشبكات التي هم فيها، وذلك بوعدهم بأنهم سيقومون بعونهم أكثر من الذين أتوا بهم!!
فأصبحوا بدلاً من التخطيط لاستقطاب الجدد من الشركاء؛ يخططون حول أمثل الطرق وأسهلها لإقناع الأعضاء المشتركين السابقين! فيا لله العجب؛ كيف يرتضي أهل الكرامة أن يسرقوا حقوق غيرهم! أرأيتَ لو قام أحد هؤلاء السُرَّاق الذين يسرقون الأعضاء بسرقة مبلغ من جيوب أولئك الذين يسرقون أعضاءَهم! فهل هنالك فَرْقٌ بين السَّرِقَتينِ؛ حقيقة إنهما وجهان لعملة واحدة!!
ولما رأيت أن ظاهرة السرقة قد فشت؛ وبمرأى من بعض القادة، بل ولا أخفي أني أعرف أشخاصاً من الجُدُد والقُدَماء ابتلوا بهذه الفعلة الشنيعة وهم لها لا ينكرون، رأيت أنه من الواجب عدم السكوت عن بيان تلكم الظاهرة القبيحة، حيث إنني آليت على نفسي الدعوة إلى الأخلاقيات الراقية، ليكون لي نصيب من أجر الدعوة إلى تطبيق الأخلاق.
يــــتـــــبـــــع